محمد صالح
غيّب الموت وجها" من الوجوه الوطنية والنضالية والاجتماعية الفلسطينية البارزة في مخيم عين الحلوة وفي كل مخيمات الشتات في لبنان الراحل عبد الرحيم أحمد المقدح المعروف بإسم "أبو بسام " عن عمر ناهز ال 78 عاما من بلدة السميرية قضاء عكا في فلسطين .
و"ابو بسام" كان رجل المواقف الفلسطينية الصلبة في كل محطات تاريخ حياته , وكان في طليعة من امتشق البندقية الفلسطينية وانتسب الى العمل الفدائي في ريعان شبابه من خلال "منظمة الصاعقة" في الجنوب , ومن اوائل الذين تقدموا للنضال السياسي والمطلبي للشعب الفلسطيني منذ عقود طويلة من خلال "اللجان الشعبية" دفاعا عن حقوق اللاجئين الانسانية والاجتماعية والمعيشية والصحية - الاستشفائية والتربوية والخدماتية.
وشكّل "ابو بسام" مع كل من المناضل الراحل سمير جمعة والشاهد الحي "عاشق فلسطين" عدنان الرفاعي ثلاثي نضالي فلسطيني مطلبي قارع وكالة "الانروا" في الحقوق الفلسطينية من الند الى الند من خلال"اللجان الشعبية" بدون هوادة او تنازل عن اي من الحقوق .. وكانوا يؤكدون على بقاء "الانروا" في عملها داخل مخيمات الشتات كشاهد اممي على القضية الفلسطينية .. وحتى ان "ابو بسام" قد امضى كل مراحل عمره متواجدا في مقر "اللجان الشعبية" في المخيم لمتابعة قضايا الناس اليومية وحل مشاكلهم الحياتية،
لم يهدأ "ابو بسام" طيلة حياته وكان دائم الحركة يقف في كل احتجاج ويشارك في كل اعتصام , وتشاهده دائما في الصفوف الامامية في كل الوقفات النضالية والمطلبية للشعب الفلسطيني متحدثا بإسم اللاجئين ..
كل ازقة وطرقات واحياء مخيم عين الحلوة وكل زاوية و"دسكرة" فيه شاهدة على حيوية "ابو بسام" ودفاعه عن الآم الشعب الفلسطيني في مخيم عين الحلوة.. هذا المخيم الذي تحول الى ميدان يومي لصولات وجولات "ابو بسام" في سعيه الدؤوب للحفاظ عن أمن واستقرار المخيم وفي الدفاع عن حقوق ابنائه في الحياة بكرامة وحرية، حاملا معاناته وحقوقه في كل الاتجاهات يعرضها دون كلل او ملل ان كان مع الدولة المضيفة لبنان او مع وكالة "الانروا" بصفتها ممثلة وموكلة من الامم المتحدة لرعاية شوؤن اللاجئين الفلسطينيين في الشتات .
غاب "ابو بسام المقدح" عن مخيم عين الحلوة بعد مسيرة حافلة بالنضال السياسي والشعبي على طريق تحرير فلسطين... لكن ذكراه النضالية العطرة باقية ما بقيت القضية الفلسطينية حيّة وتتجدد كل لحظة وفي كل حين .
-------------------
وكانت "منظمة الصاعقة" وآل المقدح ومعهما مخيم عين الحلوة قد شيعوا عميد "اللجان الشعبية الفلسطينية" وعضو قيادة "المنظمة" في لبنان ونائب أمين سرها في منطقة صيدا، الراحل عبد الرحيم أحمد المقدح "أبو بسام"، الذي توفاه الله بعدما اصيب بذبحة قلبية استدعت نقله الى مستشفى "الراعي" في صيدا، حيث فارق الحياة .
موكب التشييع انطلق من منزل المقدح في سوق الخضار وسط مخيم عين الحلوة، مرورا بمسجد الفاروق عمر الذي كان المقدح يؤدي الصلوات فيه قرب "مكتب الصاعقة" حيث اقيمت صلاة الجنازة وصولا الى مقبرة عين الحلوة القديمة في درب السيم، حيث يرقد الشهداء في مثواهم الاخير.
وقد جاب موكب التشييع شوارع المخيم، يتقدمه مسعفو الجمعيات الانسانية والصحية الفلسطينية وحملة اكاليل الورد والاعلام الفلسطينية، بمشاركة ممثلين عن القوى السياسية الوطنية والاسلامية اللبنانية والفلسطينية و"اللجان الشعبية" و"لجان الاحياء" ووفود من المخيمات اضافة الى "قيادة الصاعقة" في لبنان" .
كلمات رثاء
وقال الشيخ ماهر حمود في كلمة رثاء للراحل عبد الرحيم المقدح (ابو بسام) جاء فيها : فقد مخيم عين الحلوة وفقد الفلسطينيون في لبنان وكذلك الوطنيون جميعا ، وجها بارزا من وجوه العمل الاجتماعي ، حيث كان المرحوم ناشطا في العمل الاجتماعي وفي اللجان الشعبية وسائر العمل الاجتماعي ، ولطالما رأيناه على الشاشات متصديا للمشاكل والازمات يحاول حلها وقت الفتن ، ولم تغيره الفتن ولا المتغيرات، وحافظ على قناعته واتجاهه المقاوم في اتجاه فلسطين ، رحمه الله رحمة واسعة ونسأل الله ان يتم ابناؤه وذريته الرسالة من بعده.
حماس
وقال ممثل "حركة حماس" ابو احمد فضل ان ابو بسام المقدح سخّر حياته مناضلا في الدفاع عن فلسطين وعن المقاومه وفي الدفاع عن الوجود الفلسطيني في لبنان، ولم يدّخر جهدا في الدفاع عن حقوق اللاجئين الفلسطينيين في لبنان ، وتوفير الخدمات الأساسية لهم. واننا بوفاة ابو بسام نفتقد رمزا شعبيا فلسطينيا كبيرا ، ستظل ذكراه في قلوب جميع الفلسطينيين.
عثمان
من جهته وصف المسؤول الفلسطينى فؤاد عثمان الراحل المقدح بأنه "عميد العمل الشعبي الفلسطيني ومناضلآ صلبآ قدم حياته في خدمة المشروع الوطني الفلسطيني , وكان صمام الأمان في احلك الظروف و اصعبها دفاعا عن المخيم .. لقد واصل نضاله في خدمة أبناء شعبه حتى وافته المنية".
شكر
من جهتها توجهت "منظمة الصاعقة" في لبنان بالشكر والامتنان الى "كل من شاركنا بمصابنا بوفاة رفيقنا القائد عبدالرحيم المقدح ونخص بالذكر الرفاق والاخوة في الفصائل الفلسطينية واللجان الشعبية والأحزاب والقوى الوطنية والاسلامية اللبنانية والفعاليات الشعبية كما نخص بالشكر القوة الامنية الفلسطينية في مخيم عين الحلوة".