صيدا - "الإتجاه".
اكد ألامين العام ل"التنظيم الشعبي الناصري" النائب الدكتور أسامة سعد ان "شعبنا الذي استطاع أن يحرر أرضه، لكن حكومته لا توفر له الكهرباء، ولا الماء، ولا فرص العمل، ولا الضمانات الاجتماعية، وأيضاً لا توفر له الغذاء الكافي. وهناك أطفال من اللبنانيين والفلسطينيين لا تتوفر لهم الأغذية الضرورية... 80 % من اللبنانيين والفلسطينيين ألغوا وجبة أساسية من وجبات أطفالهم. هذا الشعب يعاني أشد المعاناة، واليوم هو على أبواب بدء العام الدراسي.. والمدارس الحكومية لا تستطيع أن تستوعب الأعداد الكبيرة من التلاميذ، وأقساط المدارس الخاصة خيالية... ويفرضون على الأهالي أن يدفعوا بالدولار "الفريش" والليرة في الحضيض ونسبة التضخم عالية جداً وفوق طاقة الاحتمال".
كلام النائب سعد جاء خلال لقائه وفد كبير من اللجنة الدولية "كي لا ننسى صبرا وشاتيلا" الذي يزور مدينة صيدا، وذلك لمناسبة الذكرى 40 لمجزرة صبرا وشاتيلا، وكان لأعضاء الوفد وقفة عند النصب التذكاري للشهيد معروف سعد، حيث وضعوا إكليلاً من الزهر عربون وفاء وتقدير لنضالاته.
سعد
النائب أسامة سعد رحّب بأعضاء الوفد مؤكدا ان هذه المدينة كانت نقطة ارتكاز أساسية في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي للبنان،حتى وصلنا إلى تحرير الأراضي اللبنانية من هذا الاحتلال. وبعد غد تصادف الذكرى ال 40 لانطلاقة جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية. في هذا اليوم نتذكر شهداء صبرا وشاتيلا وكل الشهداء الذين سقطوا في مواجهة العدو الصهيوني وعملائه من اليمين اللبناني.
وقال : غير أنه على الرغم من هذه المأساة الإنسانية الكبيرة التي مررنا بها، إلا أن شعبنا بعد هذه المجازر التي ارتكبت ليست فقط في صبرا وشاتيلا، بل أيضاً هنا في صيدا ارتكبت عدة مجازر من قبل الاحتلال الإسرائيلي، هناك أكثر من ألف شهيد سقطوا في صيدا على يد العدو الصهيوني. شعبنا صمم على تحرير أرضه عبر مقاومته الباسلة التي استطاعت تحرير بيروت، وجبل لبنان، وصيدا وصور والنبطية، واستكملت بعد ذلك المقاومة الإسلامية عملية التحرير".
وأضاف سعد:
نحن نجلس هنا في هذا المكان، ولم ندخل إلى داخل المكتب، بسبب أنه لا توجد كهرباء.. الكثير من اللبنانيين والفلسطينيين لا يستطيعون أن يوفروا الحد الأدنى من ضرورات الحياة. تخيلوا هذه المفارقة، شعب تمكن بقدرات أبنائه واستشهادييه وجرحاه وأسراه من تحرير أرضه، لكن لا توجد عنده مقومات الحياة".
وتابع : الفاسدون واللصوص والنهابون يتسلحون بالنظام الطائفي لحماية أنفسهم من غضب الشعب. في 17 تشرين 2019 ثار الشعب اللبناني دفاعاً عن حقوقه. بعث برسائل قوية عبر مئات الألوف الذين نزلوا إلى الشوارع والساحات... في 17 تشرين 2019 طالبت الجموع الكبيرة من كل الشرائح والفئات والطبقات، وأيضاً الطوائف والمذاهب والمناطق، طالبوا بالتغيير السياسي في لبنان. رفضوا الواقع السياسي القائم على المحاصصات بين القوى الطائفية، وطالبوا بحياة سياسية مختلفة في لبنان، بمؤسسات ديمقراطية حقيقية، وبحياة سياسية تقوم على صراع برامج وأفكار وخطط، لا على محاصصات بين زعماء الطوائف وغيرها من مطالي... ونحن الآن نحاول ونسعى مع آخرين في مجلس النواب من أجل الوصول إلى تكتل وطني في مجلس النواب.. يحمل أهداف وتطلعات 17 تشرين 2019..
مضيفا : من جهتنا كفريق سياسي نطالب بالحقوق الإنسانية للشعب الفلسطيني. لذا نسعى مع الشعب الفلسطيني وقواه الحية من أجل إقرار الحقوق الإنسانية والاجتماعية للشعب الفلسطيني في لبنان. أما إدعاء البعض أن نيل هذه الحقوق سيؤدي إلى توطين الشعب الفلسطينيين في لبنان فهو ادعاء كاذب. فالشعب الفلسطيني سيبقى مصمماً على استعادة حقوقه الوطنية فوق أرضه فلسطين، وتحديداً حقه في العودة إلى فلسطين. هذا حق تكفله الشرائع الدولية، وهذا حق إنساني بطبيعة الحال أن يعود الإنسان إلى بلده الأساسي. ونحن نرى أن الكيان العنصري الصهيوني العدواني لا يتوافق مع قواعد القانون الدولي والشرائع الإنسانية. كما نرى أن الكيانات الطائفية والمذهبية في المشرق العربي تحديداً التي تهيمن على القرار السياسي والشأن العام، وهذه الأوضاع الشاذة التي تفرض نفسها على الحياة العامة في لبنان وسوريا والعراق والخليج العربي واليمن، إنما هي في الحقيقة تعطي نوعاً من المشروعية لهذا الكيان الصهيوني الذي يعمل لإقامة دولة دينية. فإقامة دول دينية في هذا المشرق العربي يشكل تبريرا للدولة الدينية الصهيونية. وهذا النوع من التفكير سيؤدي إلى تأبيد الحروب الأهلية في المنطقة. لذلك نحن نرفض الدولة الدينية، ونرفض ما تحاول فرضه على الحياة العامة الدول الطائفية والمذهبية.
وختم سعد : أيها المناضلون معكم يستمر النضال من أجل حياة أفضل في هذه المنطقة، وحياة أفضل وحقوق أساسية للشعب الفلسطيني .. يستمر النضال من أجل واقع إنساني مختلف عما نعيشه الآن، خصوصاً في منطقتنا ليعم السلام والعدالة في هذه المنطقة وكل العالم.
كلمة الوفد
الناطقة الرسمية باسم لجنة شهداء صبرا وشاتيلا ودعم حق العودة " Mirca Garuti " كانت لها كلمة، قالت فيها: باسم لجنة "كي لا ننسى صبرا وشاتيلا" نقدم تحياتنا لكم جميعاً. وأشكر النائب الدكتور أسامة سعد على استقباله لنا. وأشكر أيضاً السيد قاسم على استمراره منذ سنوات طويلة في تنظيم هذه الفعالية.
وتوجهت بالشكر الى التنظيم الشعبي الناصري صاحب المواقف الداعمة للقضية الفلسطينية وصيدا شاركت في كل الانتفاضات الفلسطينية واحتضنتها ابتداء من الانتداب البريطاني، وفي الوقت الذي كان لبنان يرزح تحت الاحتلال الفرنسي. صيدا رمز لكل العرب خصوصاً حركة الناصريين. وشرف كبير لنا أن نقوم بزيارة ضريح الشهيد معروف سعد لأنه يمثل بالنسبة لنا رمزاً لكل الكادحين والمعدمين في هذه الحياة الذين يجب أن نكون إلى جانبهم دائماً.
اضافت : نحن لا يمكن أن نترك الشعب الفلسطيني لوحده، وعلينا أن نكون صوت هذا الشعب، فلسطين هي أرض الفلسطينيين التي تم طردهم وسحقهم منها عام 48 . إسرائيل مستمرة في مشروعها التوسع الصهيوني دون أن تجد من يوقفها عند حدها. لذلك نحن ندعو إلى وحدة الشعب الفلسطيني، فهذه الوحدة ضرورية لمحاربة العدو. الوحدة الوطنية القوية قادرة على صد الهجمة الصهيونية.
وختمت " نذكر بكلمات الشاعر محمود درويش عندما كان يقارن ما بين حق العودة لليهود وللفلسطينيين، اليهود خلقوا حالة من التشرد والنفي للفلسطينيين، بينما الفلسطينيون لم يخلقوا حالة النفي والتشرد بحق اليهود .. كفى جرائم بحق الشعب الفلسطيني لكي لا يكون هناك مجزرة أخرى كمجزرة صبرا وشاتيلا".