صيدا - "الإتجاه".
احتشد الآلاف من أبناء الشعب الفلسطيني والجمهور "الفتحاوي" داخل قاعة "لاسال - La Salle" وخارجها في مدينة صيدا للمشاركة في مهرجان الوفاء المركزي لنهج الشهيد الرمز ياسر عرفات في ذكراه الثامنة عشرة الذي دعت إليه قيادة منظمة التحرير الفلسطينية وحركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" .
وتميز حضور المهرجان بمشاركة دبلوماسية وسياسية وعسكرية ورسمية لبنانية وفلسطينية حيث شارك كل من النائبين د.أسامة سعد ود.عبد الرحمن البزري , وممثل "مدير عام الأمن العام اللواء عباس إبراهيم" العقيد محمد السبع، وممثل "رئيس لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني د.باسل الحسن" ، وممثل "رئيس حزب التقدمي الاشتراكي د.بهاء أبو كروم.
اضافة الى عضو اللجنة التنفيذية والمركزية لحركة "فتح" عزام الأحمد، وسفير فلسطين أشرف دبور، وأمين سر فصائل "م.ت.ف" في لبنان اللواء فتحي أبو العردات، وأمين سر حركة "فتح" -إقليم لبنان حسين فياض وأعضاء الإقليم، ونائب رئيس المجلس الوطني الفلسطيني علي فيصل.
كما حضر المهرجان ممثل حركة أمل بسام كجك، وممثل حزب الله عطاالله حمود، وعدد من رجال الدين والمخاتير والشخصيات، وحشود من قيادة وكوادر حركة "فتح" في لبنان والمناطق والشعب التنظيمية، وممثلون عن القوى والأحزاب اللبنانية وفصائل الثورة الفلسطينية والتحالف والقوى الوطنية والإسلامية الفلسطينية.
سعد
كلمة لبنان ألقاها النائب د.أسامة سعد استهلها بالقول "على امتداد عشرات السنوات خاض ياسر عرفات بكل شجاعة وإقدام أشرس المعارك في مواجهة العدو الصهيوني، كما واجه التآمر على القضية الفلسطينية متمسكًا بالمبادئ والثوابت والأهداف مرسّخًا الهوية الوطنية الفلسطينية والقرار الوطني المستقل، والانتماء العربي والأبعاد التحررية والإنسانية للقضية الفلسطينية".
وتوجه سعد بتحية إجلال وإكبار إلى الشعب الفلسطيني في الأرض المحتلة، وإلى المرابطين في القدس، والمنتفضين والمقاومين في الضفة الغربية وغزة وفي أراضي الـ٤٨، وتوجه بألف تحية أيضًا إلى الأسرى الصامدين في المعتقلات الصهيونية.وقال "جيلاً بعد جيل ومسيرة المقاومة مستمرة، وها هو جيل فلسطيني جديد يحمل راية الكفاح، شبان وشابات بعمر الورد يواجهون الاحتلال والاستيطان ومصادرة الأراضي وتهديم البيوت، يواجهون العنصرية والقتل والاغتيال والقمع والاضطهاد، فدائيون من كل الفصائل الوطنية يتصدون لاعتداءات الجيش الإسرائيلي والمستوطنين، ويتحركون معًا، ويقاتلون معًا في أبهى تجسيد للوحدة الوطنية".
ودعا سعد خلال كلمته إلى ضرورة تجديد وتعزيز بنية منظمة التحرير الفلسطينية لتكون قادرة على استيعاب كل الفصائل، مؤكدًا أنَّ المنظمة تبقى الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني في كل أماكن وجوده، وقال: "لا مشروعية، لا في الماضي ولا في الحاضر أو المستقبل، لأي محاولة لضرب المنظمة، أو تهميشها، أواصطناع بدائل عنها".
ولفت سعد إلى ان بلدان المشرق تتصاعد لتصاعد هجوم القوى الدولية والإقليمية بهدف فرض الهيمنة، وتقاسم النفوذ، ونهب الثروات، وهي تستند من أجل فرض سيطرتها إلى تغذية الانقسامات الطائفية والمذهبية والإثنية والعشائرية، كما تستند إلى أنظمة الطائفية والفساد والاستبداد في البلدان العربية، أنظمة المافيات وأرباب المال والاحتكار.
وأكد سعد أنه في المقابل هناك العروبة الحقيقية التي تواجه التبعية والتطبيع، العروبة الديمقراطية التحررية الجامعة المنفتحة والمتكاملة مع الانتماءات الوطنية في البلدان العربية، فهي تمثل السبيل إلى تحصين الوحدة الوطنية، وإلى الخروج من نفق الصراعات والحروب الأهلية العبثية المدمرة، كما تمثل التصدي لهجمات القوى الدولية والإقليمية الطامعة بالبلدان العربية وثرواتها.
الاحمدكلمة فلسطين ألقاها المسؤول الفلسطيني عزّام الأحمد رحب فيها بالحضور، وقال: "نُحيي معًا الذكرى الثامنة عشرة لرحيل قائد ثورتنا ومؤسسها والذي أعاد الشخصية الوطنية الفلسطينية التي أرادوا لها أن تختفي من الوجود، وشاهدنا الكثير من مراحل الثورة الفلسطينية من خلال فيلم حياته، أيضًا دققوا جيدًا بكل ما سمعتوه وشاهدتوه كانت الصورة والأفق واضحًا أمام ياسر عرفات مؤسس هذه الثورة الذي أدخل كلمة جديدة في المنطقة العربية والشرق الأوسط كلمة الكفاح المسلح وحرب الشعب الطويلة الأمد والوحدة الوطنية التي بدونها لا يمكن أن تنتصر حركة التحرر في العالم كله، أيضًا كانت لديه رؤية واضحة سمعتموه عام ١٩٧٤ وهو يقول جئتكم بغصن الزيتون والبندقية باليد الأخرى، فلن نتنازل عنها إلا إذا استعدنا حقوقنا كاملة فلذلك المراحل القادمة لهذا الخطاب أكدت الرؤية الثاقبة لأنه يعرف العدو الصهيوني ويعرف الصراع الوجودي، فإما نحن أو هم".
اضاف "أقول لشهيدنا أبو عمار لن ننساك، ولم ننسك لا نحن ولا الأجيال المتعاقبة، ولا الأجيال التي ستُولد بعدنا، حتى نحقق الأهداف التي انطلقت وقدتنا في هذه الثورة الفلسطينية المعاصرة من أجلها وننهي الاحتلال ونقيم دولتنا الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس وعودة اللاجئين إلى مدنهم وقراهم وبيوتهم، وحتى يأخذوا حقهم، إلى جانب ذلك وفق القرار ١٩٤، التعويض منذ العام ١٩٤٨ حتى الآن. وحتى يتم ذلك هذا فهمنا لبرنامج منظمة التحرير الذي أُقرَّ في المجالس الفلسطينية المتعاقبة، وحققنا على هديه وعلى قاعدته الكثير من المكتسابات، ومن أبرزها قرار ١٩٦٧ عام ٢٠١٢ عندما أقرت الأمم المتحدة أن دولة فلسطين عضو مراقب في الأمم المتحدة عاصمتها القدس، وعدم شرعية الاستيطان وتمثلها منظمة التحرير الفلسطينية ولجنتها التنفيذية بمثابة حكومة دولة فلسطين إلى أن تفرض الدولة الفلسطينية سيادتها عى أرض دولتها، هذه هي قرارات الشرعية الدولية وعلينا أن نفهم قبل أن نقول لا ونتمسك بالوطن المعنوي للشعب الفلسطيني منظمة التحرير الفلسطينية. وبالتالي على الجميع أن نتعاون ونتكاتف لننهي هذا السرطان الخبيث الذي أصابنا والممثل بالانقسام في السلطة غزة والضفة وإعادة اللحمة من جديد تحت راية منظمة التحرير الفلسطينية".
وتابع قائلا "البعض لا يعجبه مسيرة المقاومة بكل أشكالها الشعبية بالحجر بالسكين بالمفك بالفاس والبندقية بكتائب الأقصى وعرين الأسود الذين جسّد المقاتلون من مختلف الفصائل في نابلس وحدة البندقية الفلسطينية.. ننام على شهيد ونصحوا على شهيد، لاحظوا من أكثر من عام لا يوجد يوم إلا وهناك مجابهات مسلحة .
ووجه الأحمد التحية للشعب الفلسطيني في المخيمات وفي أرض الوطن وللأسرى والجرحى واستذكر مقولة الشهيد القائد ياسر عرفات بأنه (قال خسئوا الذين ظنوا أنه باستشهاد ياسر عرفات ستنتهي الثورة الفلسطينية)، مؤكدًا أن الثورة مستمرة جيلاً بعد جيل متمسكين بإرثِ ياسر عرفات حتى يرفع شبل من أشبالنا أو زهرة من زهراتنا علَم فلسطين فوق أسوار القدس ومآذن القدس وكنائس القدس عاصمة الدولة الفلسطينية وعودة اللاجئين إلى وطنهم.
وكان المهرجان قد تضمن مجموعةً من الفقرات قدمتها مؤسسة الأشبال والفتوة لأداء القسم الفتحاوي مع الجمهور، ثم كانت وصلة للأطر الحركية كافةً في لبنان رددوا خلالها شعار الرمز ياسر عرفات أن (هذه الثورة ليست بندقية ثائر فحسب...)، وكذلك عُرِضَ فيلمٌ وثائقيٌّ يجسد مراحل حياة ياسر عرفات وأبرز المحطات النضالية في تاريخه.
واختتم بلوحة فنية لفرقة الكوفية للتراث الفلسطيني، أبدعت خلالها في تجسيد رمزية هذه المناسبة بإتقان من خلال وصلة موسيقية ثورية.