كانت لافتة زيارة رجل الأعمال أمل أبو زيد الى نواب صيدا وفعالياتها بما رافقها من تصريحات لهذا الأخير عن إعادة وصل ما انقطع بين صيدا وجزين .
بدا واضحا" أن أبو زيد من خلال تلك التصريحات يحاول إعادة مد الجسور ليس بين صيدا وجزين لأن العلاقة بين المدينتين لم تنقطع يوما" فهي مستمرة وراسخة على الأقل منذ تأسيس دولة لبنان الكبير عبر زعاماتهما ورجالاتهما الذين عرفوا كيف يبنون تلك العلاقة، وعرفوا أكثر كيف يحافظون عليها في أحلك الظروف وأصعبها. بل أن غايته هي فك العزلة عن نفسه وعن تياره , هذه العزلة التي تسببت فيها وأوجدتها سياسة قياديي التيار منذ وطأت أقدامهم منطقة جزين في العام 2009 وأدّت مؤخرا" في انتخابات العام 2022 الى خسارة مدوية للتيار في منطقة كانت تعتبر المعقل الأقوى له في لبنان قاطبة.
فجوهر الكلام هو أنه إذا كان من حق أبو زيد ان يسعى الى فك العزلة التي تسبب بها لتياره هو وسواه من قياديي التيار بسياساتهم وممارساتهم الأنانية والخاطئة والمتهورة، إلا أنه ليس من حقه ان يحجِّم جزين ومنطقتها ويختصرها بنفسه وبتياره، فالعلاقة بين صيدا وجزين لها روادها الذين بنوها ومتنوها وحافظوا عليها منذ فجر الإستقلال حتى يومنا هذا.
وإذا كانت تصرفات قياديي التيار ومحاولتهم اللعب على الغرائز والعصبيات الطائفية والمذهبية لتحقيق مكاسب شعبوية وآنية قد ولّدت في مرحلة ما إستياء" مبررا" لدى الرأي العام الصيداوي فهذا لا يعني مطلقا" ان تلك العلاقة إنقطعت كي يعاد وصلها. لا بل ان التيار وحده هو الذي دفع ثمن تلك التصرفات الخاطئة والمرفوضة عند الصيداويين والجزينيين على حد سواء.
مختصر القول ان العلاقة المميزة التي شكلت عبر تاريخها درعا" واقيا" وحاميا" ليس فقط لصيدا وجزين بل للجنوب اللبناني بكامله لا يمكن لا لأبو زيد ولا لسواه لا قطعها ولا وصلها وبالتالي فهي أكبر بكثير من جميع هؤلاء .
رحم الله رجالات وزعماء جزين الذين بوعيهم ووطنيتهم وترفعهم استطاعوا أن ينسجوا علاقة بين صيدا وجزين عصية جدا" على كل من يرغب في قطعها وتخريبها وإلحاق الأذى بها.
المحامي سعيد بو عقل