
محمد صالح
انجزت بعد منتصف الليل الفائت في مخيم عين الحلوة في صيدا المرحلة الاولى من عملية تسليم خالد علاء الدين "الخميني" (ينتمي الى عصية الانصار) وهو المتهم بقتل محمود علي زبيدات (ينتمي الى حركة فتح) .. وذلك بعد عشرة ايام امضاها نحو مئة الف نسمة يعيشون في المخيم وسط حالة من التوتر والترقب والخوف والرعب في ظل المتاريس والدشم العسكرية وقطع اوصال المخيم واقفال المحال والمؤسسات التجارية وتعطيل المدارس واقفال "الانروا" لعياداتها بالاضافة الى حركة النزوح التي شهدتها بعض احياء المخيم بإتجاه صيدا ومنطقتها .
وعملية تسليم المتهم علاء الدين في مرحلتها الاولى والتي اخذت كل هذا الوقت , قضت بتسليمه من قبل "عصبة الانصار" الى "القوة الامنية الفلسطينية المشتركة" والتي اودعته بدورها في عهدة وتحت حماية اللواء منير المقدح ( احد القياديين الكبار في حركة فتح) بعد موافقة عائلة علاء الدين على ذلك . وذلك لاستكمال التحقيقات معه باشراف لجنة محايدة من الفصائل المعنية وبمشاركة بعض الاحزب والفعاليات اللبنانية ..
وبالامكان القول ان هذه "التسوية" الجزئية التي تم التوصل اليها تحققت في مرحلتها الاولى بعد عناء طويل وجهد ضخم بذل على اكثر من صعيد لبناني وفلسطيني ودخول اطراف ومرجعيات سياسية وازنة ووسطاء من هنا وهناك بدء" من الرئيس نبيه بري وصولا الى كل الفعاليات ورجال الدين والشخصيات الحزبية والسياسية اللبنانية المعنية.. واجتماعات استمر بعضها حتى ساعات الفجر كانت قد عقدت على اكثر من صعيد في بيروت وفي صيدا عدا عن الاجتماعات التي تواصلت في "المخيم" . بالاضافة الى ما بذلته "حماس" والفصائل الفلسطينية بشكل مباشر ..
ومع ذلك تمت الموافقة فقط حاليا على تسليمه الى جهة فلسطينية داخل المخيم ليبقى حاليا في عهدتها وليس الى القضاء اللبناني مباشرة وفق ما كانت تطالب "فتح"!!. على ان يصار لاحقا في مرحلة ثانية الى تسليمه للقضاء اللبناني .
..وبالامكان القول ان هذه الخطوة كانت مطلوبة جدا ولو بهذا الشكل لإراحة المخيم واهله ووضع حد لحالة الاستنفار, وازالة كل الدشم والمتاريس من الطرقات بشكل كامل , كما ان هذه الخطوة كانت مطلوبة ايضا بالنسبة لمنطقة التعمير والاحياء الصيداوية المجاورة للمخيم وللبلدات اللبنانية القريبة التي عانت بشكل او بآخر من حالة الاشتباكات في المخيم ..
وبالفعل ما ان تم الاعلان عن التوصل الى هذه الصيغة وهذا الاتفاق بعد منتصف الليل الفائت حتى استعادت الحركة صباح اليوم في مخيم عين الحلوة جزءا من حيوتها وشهدت طرقات وازقة المخيم حركة شبه طبيعية وفتحت بعض المحلات التجارية ابوابها , تمهيدا للاعلان عن عودة المدارس و"الانروا" لفتح ابوابها بدءا من مطلع الاسبوع المقبل .