
محمد صالح
تمر عاصمة الجنوب , صيدا باوضاع صعبة للغاية على كافة المستويات كغيرها من المدن والمناطق اللبنانية , الا ان ما تعيشه هذه المدينة حاليا من ازمة اضافية كبيرة يجعلها في راس قائمة المدن اللبنانية الكبرى المتعثرة للغاية وتحديدا في الملف البيئي المتعلق بالنفايات وتشعباتها .
واذا كانت مقاربة القضايا والهموم المعيشية والحياتية والاجتماعية والاقتصادية والبيئية تتماثل وتتشابه في كل مناطق لبنان , الا ان لمدينة صيدا وضعا خاصا لدى مقاربة ازماتها تلك وخاصة الملف البيئي .
هذا الملف وطريقة معالجته , وعوارض "الشعبوية" التي اعتمدتها بعض القوى في مواقفها "الاعلامية" , وكيل الاتهامات "غب الطلب" لمجلس بلدية صيدا الحالي برئاسة المهندس محمد السعودي في كل شاردة وواردة وتحميله كل الملف البيئي وتشعباته قديمه وحديثه من "الالف الى الياء" , خاصة الافرقاء السياسيين وقلة من "التجمعات الاهلية"من جهة اخرى...
كل هذا وغيره سيما الاوضاع التي يعاني منها لبنان في كل مؤسساته وانهيار "الدولة القوية" ومعالمها ومرتكزاتها الاساسية الاقتصادية والمالية والتربوية والسياحية والتجارية وغيرها , دفع بالمهندس السعودي الى الاصرار اكثر من اي وقت الى المضي باستقالته من رئاسة بلدية صيدا في ولايته الممددة اكثر من مرة .
يضاف الى كل ما تقدم , يوجد ظروف واسباب شخصية خاصة تتعلق به , واهمها تقدمه في السن , وحاجته الى الانصراف والاهتمام بعائلته اكثر من قبل , واخذ جانبا من الراحة النفسية والجسدية.
وهناك جوانب اخرى مرتبطة باصرار السعودي والحاحه على استقالته هو تيقنه بانه قدم كل ما يمكن تقديمه لمدينته صيدا وفي خدمة اهلها وتحمّله من اعباء ما لا يمكن لاي شخص اخر ان يتحمله , خاصة ان الاوضاع البيئية السيئة في المدينة والملف البيئي بشكل عام فيها عمره عقود وليس وليد ولايات السعودي منذ توليه مهام رئاسة مجلس البلدية , وتراكمها جاء نتيجة الاوضاع التي يعاني منها البلد .. الا انه بقي يعالج الامور قدر المستطاع والممكن , الى انه وصل الى طريق مسدود في كل شيء على طريقة "فالج لا تعالج".
والوضع البيئي مع كل الملفات الانفة الذكر اعلاه باتت تشبه ال"محرقة", ولا احد يريد الاقتراب منها او تحمل اعباءها .. وهي نفسها قد تكون العامل الرئيسي الذي دفع بنائب رئيس البلدية السيد ابراهيم البساط الى ابعاد لهيب "كرة النار" عنه , وابلاغه القوى والفعاليات والهيئات المعنية بعدم رغبته استلام موقع "رئيس بلدية صيدا" خلفا للمهندس السعودي .
وبعد .. هل ما زال بامكان القوى السياسية التي كانت قد شكّلت قبل 13 سنة تحالفا افضى الى انتخاب تركيبة المجلس الحالي التي وصلت الى بلدية صيدا , الى التلاقي من جديد والتوافق مرة اخرى على اسم رئيس ونائب رئيس من بين اعضاء المجلس الحالي لتولي مجلس بلدية صيدا خلفا للسعودي ونائبه البساط ؟. ام ان التوافق فيما بينهم متعذر لعدة اسباب اههمها "تغيير موازين القوى"وفق المعادلة الانتخابية الاخيرة , يضاف اليها ابتعاد اخرين عن المشهد السياسي , وغيرها من اسباب؟.
وهل اعضاء المجلس البلدي الحالي ما زالوا في وارد الاستقالة كما افصحوا سابقا في حال استقال الرئيس ونائبه ؟. وهل يوجد من بينهم "فدائي" يتحمل المسؤولية ويتلقف لهيب "كرة النار" هذه بكل اعبائها وملفاتها , انطلاقا من ان مصلحة صيدا واهلها كانت وستبقى فوق الجميع....
اشارة الى التوافق السياسي الذي افضى الى تركيبة المجلس البلدي الحالي ضم في حينه النائب الحالي الدكتور عبد الرحمن البزري (رئيس البلدية سابقا) والنائب السابق السيدة بهية الحريري (كانت وقتها نائب صيدا وفي صلب العمل السياسي ومن اوسع ابوابه) والمسؤول السياسي ل"الجماعة الاسلامية" الدكتور بسام حمود , اضافة لما للمهندس السعودي من حضور في المدينة .
.. في مطلق الاحوال ان المشهد البلدي بشكل عام في صيدا ضبابيا" , والاوضاع الاجتماعية والبيئية والحياتية مقلقة للجميع . علما ان الامين العام ل"التنظيم الشعبي الناصري" النائب الدكتور اسامة سعد قد اصدر منتصف تموز الجاري تغريدة فسرت بانها نعي لمبادرة "ً صيدا تواجه" والتي شكلت اصلا من اجل مواجهة تداعيات واعباء الهموم والقضايا المعيشية والاجتماعية والحياتية وفشلت في هذه المهمة .
...