
محمد صالح
ايها المتشابكون فوق صفيح مخيم عين الحلوة , ايها المتقاتلون بالحديد والنار في "بركساته" وفي "التعمير" مع "الطوارىء" ..لقد حولتم حياة المواطنين الامنين من فلسطينيين ولبنانيين الى جحيم , جعلتم ليلهم نهارا , ونهارهم ليلا , لقد قسوتم عليهم جدا ولم ترحموهم .. فمن اجل ماذا كل الذي يحصل وعلى ما كل هذا التقاتل , ومن اجل اي مشروع .. امن اجل القضية العظيمة فلسطين ؟ ..لا والله ليست هذه هي وجهة الذي يريد استرجاع الوطن السليب , ولا هي الطريق التي توصل لا الى القدس ولا الى الاقصى, بوصلتكم ضائعة فقدت كل توازن او ارتكاز ..
في مطلق الاحوال انكم تتقاتلون في احياء فقيرة وبين بيوت متواضعة جدا اسميتموها بالقوه "محاور" واتخذتم من الاهالي متاريس ودروعا بشرية , فما ذنب الاطفال والنساء والعائلات التي ارتضت العيش في هذه البيوت وفي هذه الاحياء من مخيم عين الحلوة .. قتالكم هجرهم وجعلهم نازحين على قارعة طريق , يستجدون ملجأ" آمنا ومبيتا يحتضن اطفالهم وعيالهم..هؤلاء نزحوا مرتين الاولى من فلسطين والثانية بسبب قتالكم المجنون , العبثي , الاهوج .. ايرضيكم هذا !..,انهم اهلكم وابناء جلدتكم ...شعبكم .
وهذا القتال الشرس جدا , مع استخدام مفرط لرشقات الرشاشات والقذائف الصاروخية من كافة الاعيرة , كلها كانت تستخدم في "محاور" قتالكم داخل المخيم وفي مساحة تقاس بالامتار ...ولكنه ايضا جرى ويجري حول عاصمة الجنوب صيدا وفي محيطها الاقرب "تعمير عين الحلوة" , ولا داعي للتذكير بان هذا المخيم ملاصق لهذه المدينة , ومجاور لشرايين الحياة فيها , فرصاص رشاشاتكم وقذائفكم كانت تنهمر فوق بيوت الناس الامنة وحولها وفي ساحاتها وعلى طرقاتها , كذلك هو الامر في محيط المدينة .
فوضع مخيم عين الحلوة من الناحية الجغرافية, بالطبع ليس كوضع اي مخيم في لبنان على الاطلاق , فهذا المخيم وصيدا منطقة جغرافيه وسكانية ومعيشية وحياتية واحدة , فهما متلاصقان متجاوران مرتبطان بعضهما مع بعض ,ولا يفصل حدودهما الا حواجز الجيش اللبناني في هذا المدخل وذاك, او طريق .. وغير ذلك لا شيء ابدا .
وصيدا وشهداء القضية الفلسطينية من ابناء صيدا يشهدون على ما ارتكبت اياديكم بحق قضيتكم التي استشهدوا من اجلها وبحق مدينتهم صيدا .. واقتتالكم تحت اي عنوان كان ومن اجل اي هدف او غاية , فرضتموه فرضا على هذه المدينة , صيدا , عطلتم حياة اهلها وسكانها وكل الوافدين اليها بعد ان جعلتموها في مرمى النيران ومنطقة غير امنة حتى للعابرين فكيف لسكانها والمقيمين فيها ؟, وقتالكم هذا هجّر المرضى من المستشفى الحكومي , واقفل المؤسسات التجارية والاقتصادية ومناطقها الصناعية والسياحية والادارية العامة والخاصة , وتوقفت الحياة في هذه المدينة بعد ان فرضتم على الناس هذا الامر ,وباتوا يحصون عدد القذائف التي تتساقط فيها مع الرصاص الطائش في الليل والنهار ويخشون مغادرة بيوتهم .
الاهالي يريدون العودة الى حياتهم الطبيعية وممارسة نشاطاتهم العادية كاي اهالي في اية مدينة من لبنان , بعد ان وضعوا خططا وبرامج لاستقبال ابنائهم من الغرية , او لاقامة حفلاتهم وافراحهم التي اعدوا لها باتقان ليفرحوا من اولادهم او غير ذلك .
واصحاب المؤسسات والمحال التجارية والصناعية والاقتصاية بشكل عام في صيدا تعطلت مصالحهم , علما انه ينتظرون بفارغ الصبر الوافدين اليها من بلاد الاغتراب في موسم الصيف الواعد في كل لبنان كي يعوضوا نوعا ما الشلل والجمود الاقتصادي الذي يلازمهم بقية الايام ..
فصيدا ومعها محيطها تحملت الكثير الكثير من جراء هذا الاقتتال وضاقت بها السبل , ولسان حال اهلها يقول "لقد طفح الكيل".. لهذا كله يجب ان يتوقف هذا الاقتتال .