
محمد صالح
سمح استمرار الهدوء في مخيم عين الحلوة لقيام الاهالي بجولة لتفقد بيوتهم وممتلكاتهم ومعاينة الاضرار الجسيمة التي لحقت بجنى عمرهم وبكل ما يملكون في عين الحلوة ..وراحوا يحصون نتائج ما جلبه عليهم وعلى عيالهم الاقتتال العبثي المجنون وحروب الاخوه - الاعداء , المفترض انهم ابناء شعب واحد وقضية واحدة اسمها فلسطين ؟..
وتبين للاهالي ان هذا الاقتتال جعل من احيائهم ومكان اقامتهم "محاور" مقفلة على بعضها البعض ولا يفصل بين الحي والحي الاخر سوى بضعة امتار , انتشرت فيها الدشم مع المتاريس واختلطت مع دمار هائل وخراب في كل مكان ونهشتها صواريخ وقذائف الاخوة - الاعداء .. وجعل من بيوتهم امكنة يسكنها سواد النيران التي اشتعلت فيها وباتت غير صالحة يستحيل العيش فيها بعدما دمرتها خطط المعركة المجانية.. خدمة لاغراض واهداف لا علاقة للاهالي بها ؟.
هذه المعركة اسفرت عن سقوط 12 قتيلا وأكثر من 65 جريحا وشردت مئات العائلات من النازحين الذين جعلوا من بعض المدارس والامكنة وبيوت اقربائهم خارج المخيم في صيدا ومنطقتها , بالاضافة الى مسجد الموصللي امكنة لاقامتهم ينتظرون مساعدات وكالة الانروا والجمعيات والهيئات الاغاثية ..
وحتى ان قسما من النازحين لم يفكروا بالعودة الى بيوتهم المدمرة والمحروقة او المتضررة , بانتظار من سيعوض عليهم , والجهة التي ستبادر الى رفع الركام والاضرار , والهيئة التي ستتولى اعادة الاعمار .. كلها اسئلة يطرحونها ولا جواب عليها بعدما ضعفت كل امكانيات الجهات المعنية بتلك الاسئلة ؟..
وحتى ان بعض العائلات النازحة التي تسمح بيوتها للاقامة فيها واضرارها جزئية اعلنوا بانهم لن يعودوا الى المخيم الا بعد ان أن يطمئنوا الى ان الاتفاق على وقف اطلاق النار ثابت ولن يخرق .. خاصة ان تجربتهم مع اتفاقات وقف اطلاق النار كانت مريرة وصعبة..
اما الكلام عن حجم الاضرار التي لحقت بمدينة صيدا ومنطقتها بسبب تلك المعركة كبير جدا , وليس بالضرورة ان يكون من نوع الدمار والخراب.. وللحديث صلة عن هذا الموضوع وكنا قد اشرنا اليه في موقع "الاتجاه" بمقال سابق.
في مطلق الاحوال فإن عودة الهدوء الى مخيم عين الحلوة انعكس ارتياحا على مدينة صيدا واهلها وبدأت تدب فيها الحياة تدريجيا... بعدما ضاقت ذرعا من هذا الاقتتال العبثي الذي لا طائل منه والذي ادى الى تعطيل الحياة فيها .








