محمد صالح
تشير الدلائل الى ان المعركة الدائرة رحاها في مخيم عين الحلوة لن تجد طريقا الى الحل في وقت قريب , ويبدو انه في سباق مع تعداد جولات القتال المتعاقبة التي سيشهدها على غرار كل المعارك الداخلية التي كانت تندلع في لبنان وغيره وابطالها ميلشيات هنا وهناك تحركهم اجندات وارتبطات داخلية وخارجية .
ومخيم عين الحلوة دخل في هذا السباق بعد ان تحول الى مسرح لهذا الاقتتال واجنداته وارتباطاته مع تعداد لارقام جولات القتال , وسيناريو كل المعارك السابقة في لبنان او في المخيمات يتكرر اليوم عبر اتفاق على وقف لاطلاق النار ثم خرق ثم اتفاق ثم فشل للاتفاق وهكذا دواليك .
ولكن اضرار القتال في هذا المخيم لم تعد محصورة داخله وانتقلت الى خارجه , فمخيم عين الحلوة يقع ضمن مدينة صيدا ومحيط جغرافي وسكاني لبناني مجاور وليس موجودا في صحراء , كما انه لا بشبه ابدا مخيم نهر البارد ..
وهذا الاقتتال جعل عاصمة الجنوب صيدا مدينة اشباح مهددة يوميا بحياة ابنائها واقتصادها ومعيشة اهلها وسكانها وحول الحياة في هذه المدينة ومحيطها الى جحيم يومي ..
كما ان شظايا هذا الاقتتال انتقلت الى بلدة الغازية المجاورة حيث استشهد شاب فيها اليوم نتيجة اصابته برصاص طائش سقط بالقرب من مسلخ منطقة الغازية ويدعى حسين جميل مقشر ونقلت جثته الى مستشفى الراعي في صيدا، كما اصيب مواطن اخر في البلدة بجراح .. علما ان مدينة صيدا كانت قد نجت امس من كارثة قذيفه هاون سقطت فوق مبنى سراي صيدا الحكومي.
وكانت المعركة بين فتح والشباب المسلم قد تجددت صباح اليوم وبدأت على "محور" حي حطين - جبل الحليب غربي المخيم وسرعان ما امتدت الى المحاور التقليدية في حي البركسات والطوارئ والبستان اليهودي , ويستخدم الطرفان االاسلحة الرشاشة والقذائف الصاروخية ورصاص القنص على نظاق واسع . وقد طاولت القذائف مدينة صيدا حيث اصيبت سيارة بشظايا صاروخية قرب "الماكدونالدز" عند الطرف الجنوبي للمدينة وسقوط جريح داخلها .
كما ان الرصاص الطائش طاول حسبة صيدا غربي المخيم حيث اصيب عامل مصري برصاص في رجله عملت سيارة اسعاف على نقله الى المستشفى .
فيما افيد عن سقوط قتيل في حي حطين ويدعى شادي عيسى وهو مدني متأثراً بإصابته من الاشتباكات بين منطقة حطين وجبل الحليب وسبعة جرحى لتتتجاوز حصيلة الجرحى الخمسين جريحا منذ بدء الاشتباكات أول من أمس .
كما افيد عن احتراق منزل نجل الشيخ يوسف طحيبش في مشروع الاحمد في محلة سيروب السكنية المطلة على المخيم بعدما اصيب بقذيفة صاروخية جراء الاشتباكات في مخيم عين الحلوة ونجاة العائلة .
كل ذلك يأتي في اعقاب اتفاق وقف اطلاق النار الثالث الذي عقد مساء أمس في ثكنة الجيش اللبناني في صيدا, ثم الاجتماع الليلي الذي عقد في منزل أمين سر فصائل منظمة التحرير الفلسطينية فتحي ابو العردات، وضم رئيس لجنة الحوار اللبناني - الفلسطيني باسل الحسن وممثل "حركة حماس" في لبنان، وأمين سر فصائل تحالف القوى الفلسطينية أحمد عبد الهادي.
وجرى فيه التأكيد على متابعة آليات تسليم المطلوبين، عبر الصيغة التي أقرت في هيئة العمل الفلسطيني المشترك، وآليات تمكين القوة المشتركة من القيام بالمهام المطلوبة منها لجلب المطلوبين، بصيغة تضمن عدم استمرار الإضرار بأمن وأمان مخيم عين الحلوة والجوار.





