محمد صالح
ما زال الوضع الامني في مخيم عين الحلوة يفرض ايقاعه على كل ما عداه في عاصمة الشتات الفلسطيني وفي محيطها , في ظل شائعات تتكرر يوميا بلا هوادة عن احتمال تجدد الاشتباكات في اية لحظة ..
امام هذا الواقع ياتي اليوم انتشار عناصر تابعة ل"القوة الامنية الفلسطينية" في نقطة محددة من الشارع الفوقاني واخرى في منطقة بستان القدس في المخيم .. من دون الاقتراب من نقاط ومحاور القتال الرئيسية .. وهي خطوة وان كانت خجولة و انما تبقى محاولة لترسيخ وقف لاطلاق النار وارساء الهدوء تمهيدا لعودة الحياة الى طبيعتها في المخيم .
وتاتي هذه الخطوة في ظل بقاء المسلحين المتقاتلين كل في موقعه , وفي المحاور العائده لهم وخلف الدشم والتحصينات , كما تاتي في ظل بقاء المدارس التابعة لوكالة الاونروا تحت سيطرة المسلحين بعد تحويلها الى متاريس متقابلة .. الامر الذي يحرم حوالي 6000 تلميذ فلسطيني في عين الحلوة من اي مقعد دراسي . .
وبالرغم من الهدوء السائد اليوم في مخيم عين الحلوة .. فإنه هدوء عائم على بحر من الشائعات ومع ذلك يتمناه اهالي المخيم ومحيطه ان يبقى دائما ولا يتم خرقه من اي طرف ..
علما ان دمار جولة الاقتتال الاخيرة ما زال شاهدا على فظاعة ما ارتكب بحق اهالي المخيم خاصة المقيمين في الاحياء التي شهدت جولات عنف شديد بين المتقاتلين ... دمار في كل مكان من تلك الاحياء , بيوت احترقت بكاملها ولم يبقى منها سوى دخان اسود معلق على جدران حائط متهاوي , مؤسسات ومحلات خسر فيها اصحابها جنى عمرهم . اهالي شردوا ونزحوا من بيوتهم التي كانوا فيها آمنين مطمئنين .. وباتوا اليوم لاجئين مرة ثانية وثالثة ولم يجدوا من يعوض عليهم اضرارهم وخسائرهم .






