
محمد صالح
يشكل القرار الذي اتخذته "هيئة العمل الفلسطيني المشترك" في منطقة صيدا بنشر عناصر "القوة الأمنية المشتركة" بعد غد الجمعة عند مداخل مدارس "الأونروا" تمهيدا لاخلائها نهائيا وانسحاب مسلحي "فتح" و"تجمع الشباب المسلم" منها بشكل متزامن .. الحد الفاصل ونقطة الاختبار المركزية بين ترسيخ الهدوء في مخيم عين الحلوة لفترة طويلة , او الهدنة المؤقتة التي تفصل بين جولات لاحقة من الاقتتال بين الطرفين .
وتشير مصادر فلسطينية الى "ان قرار اخلاء المدارس يعني استلامها من قبل وكالة الانروا .. وفي حال حصل الاخلاء فانه يشكل علامة ايجابية لصالح المخيم واهله , وهذا الامر يطلع اليه وينتظره كل السكان بفارغ الصبر , ويعتبر مؤشرا لقرب موعد افتتاح العام الدراسي في مدارس الوكالة في منطقة صيدا باستثناء مدارس المخيم كونها تحتاج الى اعمال ترميم ضخمة للغاية نتيجة تضررها بشكل كبير بسبب الاشتباكات".
وتلفت المصادر الى "ان قرار اخلاء المدارس لو حصل يعني ايضا وايضا تحصين الوضع الأمني في المخيم لاطول فترة ممكنة , وبالتالي التعايش مع الواقع العسكري الراهن في عين الحلوة , وبقاء الحال على ما هو عليه على الارض بالنسبة ل"فتح" و"تجمع الشباب المسلم" .
مشيرة الى " ان هذا التعايش سيستمر قائما لحين التوصل الى تسوية او صيغة تتعلق بتنفيذ البند المتعلق بتوقيف المتهمين باغتيال اللواء ابو اشرف العرموشي ورفاقه الى القضاء اللبناني .. مع الترجيح بان تكون صيغة سياسية يجرى العمل على انضاجها".
يذكر ان مقررات "هيئة العمل الفلسطيني المشترك" هذه جاءت بعد نجاح المرحلة الاولى من تمركز عناصر القوة الامنية الفلسطينية في عدد من النقاط , تمهيدا لانتشارها لاحقا في محاور القتال الساخنة في احياء الطوارىء والتعمير والبركسات وحطين وغيرها في المخيم ... وهذه الخطوة ربما تاتي بعد نجاح اخلاء المدارس من المسلحين , وتكون ايضا ممهدة لعودة النازحين الى بيوتهم .
الاونروا
وكانت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "ألاونروا" في لبنان ، قد اعلنت عن تأجيل العام الدراسي في مدارسها بمدينة صيدا حتى أشعار آخر , وذلك نظراً لإستمرار إحتلال مدارسها لغاية الان من قبل المسلحين في مخيم عين الحلوة .
واشارت الوكالة في بيانها الى إنّه سيتم تأجيل العام الدراسي لـ 11 ألف طالب وطالبة في هذه المنطقة ، وإنّها تقوم بمراقبة الوضع ، وتعمل على تأمين مساحات تعليمية مناسبة لجميع الطلاب، وذلك بهدف بدء العام الدراسي بمجرد أن يسمح الوضع بذلك في هذه المنطقة .
والجدير ذكره ان مسلحين تابعين لحركة "فتح" ، و"تجمع الشباب المسلم" يحتلون 8 مدارس تابعة لوكالة "أونروا" في مخيم عين الحلوة , إحداها مدمرة بشكل كبير ، وتحتاج إلى وقت طويل لإعادة تأهيلها. في وقت تحولت فيه باقي مدارس الوكالة في مدينة صيدا إلى مراكز إيواء للنازحين .
