
اكدت مدير عمليات "الاونروا" في لبنان دوروثي كلاوس انه لن يكون لدى الوكالة تمويل اعتبارا من نهاية شهر شباط/فبراير. وهذا يعني أن عملياتنا ستتوقف خلال شهر آذار/مارس. وهذا له تأثير على 250,000 من لاجئي فلسطين الذين حسب تقديرنا يقيمون حاليا في لبنان والذين يعتمدون إلى حد كبير على خدمات الوكالة. لدينا حاليا 40 ألف طفل في مدارسنا ومراكز التدريب المهني، لا يوجد لديهم مكان آخر يذهبون إليه. وهذا يعني أن 38 ألف طفل في الصفوف من الأول إلى الثاني عشر لن يتمكنوا من مواصلة تعليمهم.
وأوضحت ان الحكومة اللبنانية المضيفة بشكل جلي أنها لا تملك الموارد اللوجستية والمالية والسياسية اللازمة لتولي مسؤولية لاجئي فلسطين. إنهم يعانون من أزمة اقتصادية حادة تؤثر على ميزانيتهم العامة، حيث ينتقل الكثير من الأطفال اللبنانيين من المدارس الخاصة إلى المدارس العامة، والتي باتت مكتظة بالفعل، ويشغل اللاجئون السوريون في البلاد نوبات بعد الظهر في المدارس. لذلك، ليس هناك منظور واضح.
وقالت هناك 200,000 لاجئ فلسطيني يزورون مراكزنا الصحية سنويا، ويتم تزويدهم بالأدوية الأساسية. وتعد تلك المراكز المستجيب الأول للأطفال الذين يحتاجون إلى التحصين، وللنساء الحوامل والمرضعات، وللعديد من المرضى الذين يعانون من أمراض مزمنة وغير معدية، ويتم تزويدهم بالأدوية الحيوية.ليس لديهم مكان يذهبون إليه.
وشددت على ان القطاع العام ليس مفتوحا أمام اللاجئين الفلسطينيين. ونظرا لمعدلات الفقر المرتفعة جدا، فإن 80% من لاجئي فلسطين في لبنان يعيشون تحت خط الفقر، وهم غير قادرين على تحمل تكاليف خدمات القطاع الخاص. وهذا يؤثر بشكل أكبر على 50,000 لاجئ من فلسطين يعتمدون على تحويلات المستشفيات التي تقدمها الأونروا.
والأونروا لديها اتفاقية لتقاسم التكاليف مع لاجئي فلسطين، حيث نقوم بدفع حوالي 50 إلى 60%، وفي بعض الأحيان أكثر من ذلك من النفقات.
ومرة أخرى، ونظرا لمعدلات الفقر المرتفعة جدا، فمن المرجح أن يتم تأجيل العلاج في المستشفيات من قِبل لاجئي فلسطين لأنهم غير قادرين على تغطية التكاليف. وهذا يشمل أيضا 600 مريض بالسرطان يعتمدون على التمويل المشترك للأونروا.
واعلنت كلاوس : لقد شهدنا زيادة في معدل الوفيات بين مرضى السرطان غير القادرين على تحمل تكاليف الأدوية الحيوية. اتخذنا قرارا في العام الماضي بزيادة نسبة التمويل المشترك للأونروا في هذا الشأن. كل ذلك سوف يتداعى. ونحن نوفر كذلك خدمات الصحة البيئية، وجمع القمامة في مخيمات لاجئي فلسطين البالغ عددها 12 مخيما، حيث يقيم حاليا أكثر من 100,000 من اللاجئين. لا يوجد أحد قادر على تولي هذه الخدمات. وأخيرا، فإننا نقدم أيضا المساعدة النقدية لـ 65% من اللاجئين الفلسطينيين، الأمر الذي مكننا من خفض الفقر من نسبة مذهلة تبلغ 93% إلى 80% حاليا.
... لذا فإن كل هذا سيكون له تأثير بالغ على لاجئي فلسطين هنا. في لبنان، لا توجد جهة فاعلة أخرى لديها الموارد وقادرة على التدخل لاسيما أن الأونروا تعمل مثل خدمة حكومية والتي لديها الآن البنية التحتية المناسبة. علما اننا ندير هذه الخدمات عبر حوالي 3500 موظف، مما يساهم أيضا في دخل ما يقدر بنحو 15% من لاجئي فلسطين يعتمدون بشكل مباشر على الاستثمارات التي تقوم بها الأونروا في لبنان، والتي تبلغ في المتوسط حوالي 180 مليون دولار سنويا.
مضيفة : لقد حافظنا على جميع خدماتنا الأساسية خلال الأشهر الخمسة الماضية دون انقطاع، بالنظر إلى التصعيد على الحدود الجنوبية للبنان. وضعنا خطة طوارئ حيث قمنا بإعداد 12 مدرسة من مدارسنا لاستضافة النازحين الذين ليس لديهم مكان آخر يذهبون إليه. قمنا كذلك باتخاذ خطوات فيما يتعلق بالتخزين المسبق للأغذية والإمدادات الطبية. وزودنا المصابين بأمراض مزمنة بإمدادات تكفي لمدة شهرين. كما قمنا بتحفيز المراكز التشغيلية في جميع أنحاء البلاد لتكون قادرة على مواصلة تقديم الخدمات في جميع الظروف. كانت هذه هي التدخلات الموازية التي اتبعناها خلال الأشهر الماضية. ولكن بخلاف ذلك، واصلنا جميع عملياتنا دون انقطاع.
والأونروا توفر بالفعل الخدمات الأكثر أهمية والأساسية للغاية، وهذا ما نسمعه باستمرار من اللاجئين الذين يرغبون في أن نفعل المزيد... لذا فإن أي تفكير بشأن ما يمكن أن يكون أكثر أهمية من أي شيء آخر، من شأنه أن يضعنا أمام عملية اتخاذ قرار صعبة للغاية... من هنا فإن الأسئلة ستكون، هل نبقي الأطفال في المدرسة، أم أن لدينا 600 مريض بالسرطان من المحتمل أن يموتوا؟ وهل نغلق المراكز الصحية التي تقوم بتحصين الأطفال حديثي الولادة؟ هل لا نقوم بجمع القمامة؟ كل هذا لا غنى عنه
واشارت كلاوس الى انه بين تموز/يوليو وأيلول/سبتمبر، وقعت اشتباكات عنيفة في المخيم. لدينا مجمعان مدرسيان يضمان ثماني مدارس، احتلهم المسلحون. وتعرضت أربع مدارس لأضرار جسيمة للغاية ولا تزال مُسيطَرا عليها. أعلنت الأونروا أن تلك المدارس أصبحت خارجة عن سيطرتنا. وقمنا حتى الأول من شباط/فبراير بتعليم 6000 طفل، يذهبون عادة إلى المدارس داخل المخيم، خارجه في منشآت تابعة للأونروا. لكننا استطعنا تجديد ثلاث من المدارس المتضررة، والتي عادت إلى إدارتنا. قمنا بتطهيرها من الذخائر غير المنفجرة ومخلفات الحرب. وعاد جزء من الأطفال، وما زلنا نتفاوض بشأن إعادة فتح مدرسة إضافية.
لكن بالنسبة لأربع مدارس أخرى، فهي تظل خارجة عن سيطرتنا ولا نملك الأموال اللازمة لإصلاحها. وهكذا يواصل حوالي نصف أطفال المدارس الذهاب إلى مدارس خارج المخيم الآن .