Alitijah news online

www.alitijah.com

  • الرئيسية
  • سياسة
  • محليات
  • شؤون بلدية
  • إقتصاد
  • مقالات
  • امن
  • صحة
  • أخبار فلسطينية
  • سياحة
  • الرئيسية
  • سياسية عامة
  • الأحد 15 حزيران 2025

إيران وحيدة في مواجهة.. إسرائيل!

إيران وحيدة في مواجهة.. إسرائيل!

كتب سلطان سليمان في موقع 180 بوست التالي :أدخل الهجوم "الإسرائيلي" المباغت على إيران منطقة الشرق الأوسط في متاهة حربٍ لا أحد يستطيع التنبؤ لا بنتائجها ولا بتوقيت نهايتها. وبمعزل عن الضربة القاسية التي تلقتها إيران والمتمثلة بخسارة قادة عسكريين وأمنيين وعلماء نوويين إضافة إلى تضرر مواقع نووية ومنشآت عسكرية وحيوية، من السذاجة الظن أنها سترفع الراية البيضاء.. وإذا كان هذا الأمر مستبعداً، فما هي السيناريوهات المرتقبة؟
 

على مدى أكثر من عام وثمانية أشهر من حرب غزة، حاولت إيران الحد من خسائر حلفائها في كل من قطاع غزة ولبنان والعراق واليمن، ولكن “إسرائيل”، وبدعم أميركي مفتوح، تتصرف على قاعدة أنها أمام فرصة لا تعوض لتغيير خارطة الشرق الأوسط، كما قال رئيس حكومتها الفاشية الصهيونية بنيامين نتنياهو، أي وجوب التخلص من كل من يعترض طريق تكريس “الشرق الأوسط الجديد” بزعامة الدولة العبرية. لذا، عملت “إسرائيل” على التخلص من حلفاء إيران في المنطقة تدريجياً، فشنّ جيشها حرب إبادة جماعية مفتوحة ضد قطاع غزة لا مثيل لها منذ قيام الكيان “الإسرائيلي” عام 1948، في الوقت الذي اكتفى بالتراشق الصاروخي مع المقاومة في لبنان التي هبّت لمساندة الفلسطينيين منذ اليوم الأول لحرب غزة.

ومع احتلال غزة والقضاء على معظم قيادات المقاومة في القطاع وشن حملة تجريف مستمرة في الضفة الغربية، انتقل الهجوم “الإسرائيلي” إلى لبنان من خلال عملية استخبارية تم تدشينها بالقضاء على قيادة “قوة الرضوان” ثم تفجير الآلاف من أجهزة “البيجرز” واللاسلكي وشن غارات جوية متتابعة نجحت في القضاء على معظم القيادة العسكرية للمقاومة والأمين العام لحزب الله الشهيد السيد حسن نصرالله الذي قال عنه نتنياهو إنه بعد أن قرأ ملفاً مؤلفاً من ثمانين صفحة استنتج أنّه كان “محور محور المقاومة”.. واتبعت “إسرائيل” ذلك بشن هجوم بري على لبنان.

وبرغم أن الهجوم “الإسرائيلي” البري على قطاع غزة ولبنان لم يُحقّق هدف القضاء على المقاومة فيهما إلا أنه بالتأكيد نجح في إضعافهما وتحييدهما وزاد الطين بلة مع سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، الأمر الذي شكّل خسارة استراتيجية لإيران.

إن مراجعة سريعة لتطور الأحداث تُفضي إلى أن إيران تدخل الحرب اليوم وهي تعاني من مجموعة أمور خطيرة إن لم تتداركها فإنها تتجه نحو نهاية وخيمة.

الأمر الأول يتمثل بانكشافها الأمني كما انكشاف حلفائها. هذا الانكشاف مكّن “إسرائيل” من اغتيال قادة مقاومين في لبنان وغزة والضفة الغربية واليمن، فضلاً عن اغتيال اسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، في قلب طهران وداخل مجمع سكني تابع للحرس الثوري الإيراني. هذا الانكشاف ليس جديداً، فمنذ العام 2009 تمكنت الاستخبارات “الإسرائيلية” من اغتيال العديد من العلماء النووين الإيرانيين ومن الاستحواذ، عبر عملية استخبارية، على آلاف الوثائق السرية للبرنامج النووي الإيراني. وجاء الهجوم “الإسرائيلي” الواسع فجر يوم الجمعة الماضي ليزيد انكشاف إيران أمنياً وليُظهر عجز إيران عن سد ثغرة كبيرة في استراتيجيتها الدفاعية، إذ تمكنت “إسرائيل” من تنفيذ الهجوم ليس فقط عبر سلسلة من الغارات الجوية بل تحريك شبكة من عملاء “الموساد” على الأرض الإيرانية بالتزامن مع الهجوم الجوي، حيث أطلق هؤلاء العملاء مُسيّرات انتحارية محملة على شاحنات نحو أهداف محددة مسبقاً (قادة وعلماء ومنظومات دفاعية).

الأمر الثاني

الذي يشكل خطورة جدية على إيران هو انكشاف دفاعاتها الجوية، إذ أن الهجوم “الإسرائيلي” كشف أن إيران وعدا عن افتقارها للسلاح الجوي الفعال، لم تثبت امتلاكها منظومة دفاعية جوية فعّالة، ما جعل الطيران “الإسرائيلي” يجوب الأجواء الإيرانية من دون أي اعتراض صاروخي جدي، ناهيك عن استفادة “إسرائيل” من التكنولوجيا الأميركية والغربية الحديثة.

الأمر الثالث

هو الوضع الاقتصادي الإيراني الصعب جرّاء حصار اقتصادي ومالي فرضته سلسلة طويلة من العقوبات الأميركية والدولية ضد إيران، وبعضها عمره من عمر الثورة الإيرانية. وقد تسبب ذلك بافقار شريحة واسعة من الشعب الإيراني ودفعها إلى ما دون خط الفقر. وهنا تبرز مقولة “أن الجيوش تزحف على بطونها”، في إشارة إلى أن الجيش الجائع لا يستطيع أن يُقاتل.

الأمر الرابع

وهو ما يمكن اعتباره أمراً حساساً للغاية إلى درجة يمكن أن يكون مقرراً في مسار الحرب، ألا وهو نأي الحلفاء الدوليين لإيران بأنفسهم عن هذه الحرب منذ اللحظات الأولى لاندلاعها قبل نحو عامين، وهنا الإشارة إلى كل من روسيا والصين. ان اعتبار الحرب الحالية هي بين إيران و “إسرائيل” هو اعتبار بسيط وساذج، فهذه الحرب هي بين أميركا وحلفائها في حلف الناتو ضد إيران بأداة “إسرائيلية”، فالمناورة الاحتيالية التي مارسها الرئيس الأميركي دونالد ترامب لتمويه التحضيرات “الإسرائيلية” للهجوم تشير إلى ذلك، ناهيك عن أن ترسانة الأسلحة “الإسرائيلية” كلها من أميركا وقرار الهجوم على إيران هو قرار أميركي أو بألطف قول بضوء أخضر أميركي.. إقرأ على موقع 180 
 

وإزاء هذه المشهدية يُمكن القول إنه من من دون الدعم الروسي والصيني، ستخوض إيران حرباً مكلفة للغاية ولكن باللحم الحي لشعبها فقط وهي حرب لن تكون مضمونة النتائج. وما لا يُدركه الروسي أو الصيني أن المثل القائل “أكلت يوم أكل الثور الأبيض”، ينطبق عليهما، إذ سيكون أسهل أميركياً المضي في قرار اضعاف كل من روسيا والصين مع خسارة حلفاء مثل إيران.

والجدير ذكره أن القيادة الإيرانية لا تتعامل مع الحرب بوصفها استهدافاً ينتهي عند حدود برنامجها النووي فقط، بل تعتبر أن الهدف الرئيسي للحرب هو القضاء على النظام الإسلامي في إيران، وبالتالي تضع الولايات المتحدة الجمهورية الإسلامية أمام أحد خيارين؛ إما الاستسلام الكامل وإما المضي بالحرب حتى الهزيمة العسكرية والسياسية الكاملة.. فتكون النتيجة واحدة.

وماذا عن حلفاء إيران في الإقليم؟

ما تزال قوى المقاومة الفلسطينية تسطّر أروع ملاحم البطولة في قطاع غزة، إلا أن قدرتها على اسناد إيران معدومة، أما في لبنان، فإن فرصة اسناد إيران باتت أيضاً شبه معدومة، إذ أن المقاومة اللبنانية خسرت طريق امدادها عبر خسارة حليفها السوري وقيام نظام معاد لها في دمشق، كما خسرت جزءاً كبيراً من ترسانتها العسكرية وباتت تحسب ألف حساب لخسارة أي صاروخ بسبب صعوبة الحصول على بديله. هذا من الجانب العسكري أما سياسياً فإن المقاومة تُدرك جيداً ان بيئتها الحاضنة لن تكون مرحبة بدخولها حرباً لاسناد إيران في ظل ما تعرضت له هذه البيئة من خسائر خلال العام المنصرم، وبالتالي لسان حالها أن إيران لم تُحرك ساكناً عسكرياً لاسناد المقاومة في لبنان، ولا سيما بعد اغتيال السيد نصرالله وخليفته السيد هاشم صفي الدين، فلماذا تُخاطر المقاومة بالدخول في حرب لن تكون لمشاركتها فيها الأثر الفعّال؟

يشي هذا العرض لواقع الحلفاء بأن الضغط العسكري “الإسرائيلي” سيستمر بغطاء ودعم أميركيين، فيما تبدو إيران حتى الآن وحيدة في مواجهة هذا التحالف الذي يُوفّر لأداته “الإسرائيلية” أكثر من حاجتها من الأسلحة والذخائر والتكنولوجيا العسكرية وتكنولوجيا الاتصالات والمراقبة الجوية والفضائية ناهيك عن توفير درع دفاعي لها في مواجهة الصواريخ الإيرانية.

قد تبدو الصورة قاتمة، لكن إيران تملك الكثير من أوراق القوة بدءاً من مواصلة قصفها الصاروخي الباليستي على الأهداف “الإسرائيلية” الحيوية وصولاً إلى استخدامها ورقة وقف امداد العالم بنفط الخليج (إقفال مضيقي هرمز وباب المندب) مروراً بتهديد القواعد الأميركية المنتشرة في الدول المجاورة لإيران واستخدام الورقة النووية؛ لكن ورقة القوة الأساسية هي ورقة الشعب الإيراني الذي لن يرضى الإهانة التي تعرضت لها بلاده من خلال الهجوم “الإسرائيلي”، وبالتالي، ستزداد منعة هذا الشعب وتماسكه وافتخاره باقتداره.

الصورة : (نقلا عن 180 بوست)
 

تواصل معنا
صيدا - لبنان
mosaleh606@hotmail.com
+961 3 369424
موقع إعلامي حر
جميع الحقوق محفوظة © 2025 , تطوير شركة التكنولوجيا المفتوحة