
كتبت "الاخبار" التالي : في نقاش جانبي خلال إحدى جلسات مجلس الوزراء، سأل عدد من الوزراء وزير المالية ياسين جابر عن الأسباب التي تعيق إطلاق ورشة إصلاحية شاملة في الجمارك. أجاب باختصار وبوضوح: «هناك عصابة تتحكّم بعمل الجمارك».
هذه العبارة لم تكن جديدة، إذ سبق أن استخدمها وزير الداخلية أحمد الحجار في معرض حديثه عن الحاجة إلى دعم قوى الأمن الداخلي والأجهزة المعنية بحماية المرافق العامة، مشيراً إلى وجود مجموعات من السماسرة والبلطجية تسيطر منذ سنوات على العديد من المرافئ، مؤكداً أن العمل جارٍ لتفكيك هذه الشبكات.
الموقف نفسه عبّر عنه وزير الخارجية يوسف رجّي، خلال نقاش حول آلية جديدة لتخفيف الاحتكاك بين المواطنين والموظفين في دوائر تصديق المعاملات والمراسلات مع السفارات. وأشار رجّي إلى وجود «عصابات منظّمة» تسيطر على هذه الإدارات، وتجعل المواطنين رهائن لمزاج العاملين فيها، وهو أمر يعرفه جيداً من خلال تجربته الطويلة في العمل الإداري.
قبل يومين، وفي مناسبة سياسية خُصّصت لمناقشة خطاب القسم، ألقى وزير الثقافة غسان سلامة كلمة باسم رئيس الجمهورية، تناول فيها الأوضاع المتفجّرة في الإقليم، متسائلاً: «ما هي الشروط الداخلية التي تسمح لنا بزيادة مناعة لبنان واللبنانيين في وجه الأخطار؟«، ليجيب: «نحن عطشى لمزيد من هيبة الدولة وفاعليتها.
نعيش حالة من الريبة تجاه الدولة ومشاريعها وإمكاناتها. والمطلوب اليوم هو تخفيف هذه الريبة من جهة، وزيادة الثقة من جهة أخرى بالدولة».
وفي سياق كلمته، طرح سلامة مسألة أساسية لطالما نوقشت في الأوساط الوزارية، وهي: «كيف نواجه القوى التي ملأت فراغ الدولة؟».
وأضاف أن المواجهة ليست فقط لإعادة بسط سلطة الدولة على كامل الأراضي اللبنانية، بل أيضاً لتفكيك وتهميش «القوى المنظّمة غير الشرعية» التي استولت على مفاصل الدولة. وأشار إلى أن «في كل قطاع هناك ما يشبه عصابة منظّمة تدير الأمور وتتحكّم بها».
الصورة : (مروان بو حيدر)