طلال أرقدان
في ذكرى رحيلك نعاهدك أبا معروف أن نعتصم بمبادئك ونهجك مهما غلت التضحيات - بقلم طلال أرقدان كما في كل عام من هذا التاريخ، نعود إليك أبا معروف، لا لقراءة الفاتحة على روحك الطاهرة عند قبرك وحسب، بل لننهل من مواقفك ومبادئك ونفاذ بصيرتك ما يعيننا على استقراء المشهد العام في الأمة، حيث تتهافت القناعات الوطنية والقومية عند الكثيرين للأسف، لتحل محلها غرائز طائفية ومذهبية متفلتة من عقالها، غرائز تستهين السلام مع العدو وهو يرتكب أكبر مقتلة في التاريخ الحديث في غزة والضفة وجنوبنا الحبيب.

لقد سقط بعد ارتحالك الكثير من الأقنعة يا أبا معروف .. وتكشفت عن حقائق خطيرة ومخططات تستهدف الأمة تحت مسميات سلام إبراهيمي مزعوم، وأوهام ازدهار وتدفقات استثمارية ومالية هي بمثابة الطعم الذي يرمى لاصطياد السمك.. في ما الصياد كيان مغتصب يضع الخطط لمزيد من التوسع والهيمنة .. وفي ما الكثرة الكاثرة من العرب نيام أو مخدوعين بسراب سلام آت بعد دخول المنطقة بالكامل في العصر الأميركي وقاموس مفرداته السياسية الجديدة، حيث يستبدل الاستسلام المذل بسلام الشجعان والخضوع الاقتصادي للأمة بهلوسات بناء مناطق اقتصادية مشتركة مع الكيان كثمرة من ثمار مستقبل هجين بديلاً عن المقاطعة العربية..

نعود إليك أبا معروف ووطننا أيضاً ليس بخير، حيث يجري العمل لتجريد لبنان من عناصر قوته ومنعته تمهيداً لسوقنا مخفورين إلى المخفر الدولي بتهمة الإرهاب.. إنه القاموس إياه الذي يسمي المقاومة إرهاباً، والتضحيات بالدم والشهادة تهوراً، ورفض الهيمنة عناداً يائساً غير مسؤول..

في ذكرى رحيلك أبا معروف نجدد التمسك بالمبادىء والقيم التي نشأتنا عليها والتي كانت بوصلة نضالنا على مدى خمسة وخمسين عاماً على تأسيس التنظيم الشعبي الناصري .. مبادىء العروبة والوحدة والانحياز للفقراء والكادحين. عهداً أن نستمر على هذا الطريق مهما غلت التضحيات وكبرت الأثمان