Alitijah news online

www.alitijah.com

  • الرئيسية
  • سياسة
  • محليات
  • شؤون بلدية
  • إقتصاد
  • مقالات
  • امن
  • صحة
  • أخبار فلسطينية
  • سياحة
  • الرئيسية
  • دراسات ومقالات
  • الخميس 31 تموز 2025

رؤية ترامب للعالم: نظام تواطؤ بين القوى العظمى.

رؤية ترامب للعالم: نظام تواطؤ بين القوى العظمى.

د. قاسم سعد
لم تكن فلسفة ترامب الجديدة القديمة وليدة الساعه بل هو بناها على ارث ماضٍ له تاريخ ومتجذر في اوروبا .من هنا كانت رؤية ترامب للعالم ليست رؤية تنافس بين القوى العظمى، بل رؤية تواطؤ بين القوى العظمى. نظامٌ يُشبه إلى حدٍ ما شكّل أوروبا خلال القرن التاسع عشر. يريد عالمًا يُدار من قِبل رجال أقوياء يعملون معًا، ليس دائمًا متجانسين ، بل دائمًا عن قصد، لفرض رؤية مشتركة للنظام على بقية العالم. يرى العلاقات الخارجية كما يرى عالم العقارات والترفيه، ففي هذه الصناعات، تتنافس مجموعة مختارة من سماسرة السلطة باستمرار، ليس كأعداء، بل كأقران محترمين، كلٌّ منهم يُدير إمبراطوريته كما يراه مناسبًا، وجميعهم مسؤولون عن نظام مشترك. وبالتالي، يجب على القوى العظمى أن تتواطأ لا أن تتنافس.
واذا أدخلناها المختبر السياسي التشريحي نجدها كالاتي :
1.    الشبه  بالنظام الأوروبي في القرن التاسع عشر بحيث تشبه سياسته الحالية
ما يُعرف بـ Concert of Europe (كونسرت أوروبا) بعد مؤتمر فيينا 1815، حيث كانت القوى الكبرى (بريطانيا، فرنسا، روسيا، النمسا، بروسيا) تدير النظام الدولي بشكل توافقي – أو على الأقل تواطئي – لضمان عدم انهيار التوازن العام.
– لم تكن العلاقات دائمًا سلسة ، لكن كان هناك إدراك بأن أي صدام شامل يهدد مصالح الجميع.
2.    التحول من “المنافسة” إلى “التواطؤ”
– ترامب يرى أن القوى العظمى ليست مضطرة للدخول في مواجهة مستمرة، بل يمكنها تقاسم النفوذ وإدارة النظام العالمي بشكل مشترك.
– هذا التوجه يقلل من أهمية المؤسسات الدولية متعددة الأطراف، ويعلي من شأن العلاقات الشخصية والاتفاقات الثنائية بين القادة الأقوياء.
3.    منطق “سماسرة السلطة”
– في عالم العقارات أو الترفيه، قد تتنافس شركات أو شخصيات كبرى على صفقات، لكن المنافسة لا تمنعهم من الاحترام المتبادل أو حتى التعاون لتحقيق مصالح مشتركة.
– هذا يترجم في السياسة الدولية إلى أن ترامب ينظر إلى بوتين، شي جين بينغ، أو حتى كيم جونغ أون، ليس كخصوم أيديولوجيين، بل كشركاء تفاوض محتملين، كل منهم يدير “إقطاعيته” أو “إمبراطوريته” بطريقته.
4.    الهدف النهائي
– فرض نظام عالمي ليس بالضرورة قائمًا على القيم الليبرالية أو حقوق الإنسان، بل على صفقات القوة، وتقاسم مناطق النفوذ، والاعتراف المتبادل بشرعية كل طرف في حكم مجاله.
– هذا النهج يختلف جذريًا عن الاستراتيجية الأمريكية التقليدية التي سادت منذ الحرب الباردة، والمبنية على الهيمنة أو على الأقل التفوق الاستراتيجي.
من هنا نستطيع ان نفهم كيف سيتعامل دونالد ترامب مع غزة والقضية الفلسطينية ولبنان،لذلك هو يرى هذه الملفات (غزة والقضية الفلسطينية ولبنان في رؤية ترامب للتواطؤ بين القوى العظمى).
1.    غزة والقضية الفلسطينية،
في منطق ترامب هذه ليست قضية تحرر أو حقوق شعب، بل ورقة تفاوض تُستخدم في صفقات إقليمية أوسع.
•     الهدف ليس حل جذري، بل إدارة الصراع عبر ترتيبات إنسانية واقتصادية مقابل التهدئة وضبط المقاومة.
•     إسرائيل تُعامل كشريك طبيعي في إدارة الإقليم، ويتم دفع الدول العربية نحو التطبيع معها.
•     الفصائل التي ترفض هذه الترتيبات تُصنَّف كعقبات أمنية وتُحتوى أو تُحاصر.
2.    لبنان:
•     يُعامل كجزء من صفقة إقليمية أكبر تشمل إسرائيل وإيران وسوريا، وليس كأولوية مستقلة.
•     ملف حزب الله يُدار بالتفاهمات للحد من نفوذه، لا لإزالته نهائيًا، مقابل ضمان أمن إسرائيل في الجنوب.
•     الهدف الإبقاء على لبنان كمنطقة عزل  مستقرة نسبيًا، ومنع انهياره الكامل الذي قد يضر بالمصالح الإسرائيلية أو الأوروبية.
•     التعامل مع النخب السياسية والمالية اللبنانية يتم كوسطاء محليين ضمن لعبة النفوذ، مع غض الطرف عن فسادهم ما داموا يحافظون على الترتيبات الأمنية.

تواصل معنا
صيدا - لبنان
mosaleh606@hotmail.com
+961 3 369424
موقع إعلامي حر
جميع الحقوق محفوظة © 2025 , تطوير شركة التكنولوجيا المفتوحة