
لأكثر من ساعتين ، غنى مارسيل خليفة في صيدا , غنى للحب ، للثورة ، لفلسطين، ل"ريتا" غنى للوطن ، للجنوب ، لصيدا وبحرها وصياديها ، ووجه تحيتين للمبدعين الراحلين محمود درويش وزياد الرحباني. غنى للصيادين ول"معروف القلعة" و"يابحرية" .. غنى لجمهور متعطش لأغنياته واطلالاته لم يزده "الورد الا عطشا" كما أنشد في اغنية يا نسيم الريح . ورافقه في بعض الأغنيات عزفا على البيانو نجله رامي .
... هكذا وبهذه الصورة المعبرة والمشوقة وبهذا الجمهور الحاشد التواق الى ذاك الزمن الجميل , كان حفل اختتام مهرجانات صيدا الدولية ,حفل أحياه الموسيقار الفنان مارسيل خليفة في إطلالة استثنائية على جمهور المهرجانات الذي ضاقت به مدرجات المسرح ,بحضور الرئيس فؤاد السنيورة ، وزير الاقتصاد الدكتور عامر البساط ، النائبان الدكتور أسامة سعد والدكتور عبد الرحمن البزري ، راعي "جمعية محمد زيدان للإنماء" في صيدا السيد محمد زيدان , مدير عام وزارة الثقافة الدكتور علي الصمد ، رئيس بلدية صيدا المهندس مصطفى حجازي، وشخصيات وهيئات اجتماعية وثقافية وفنية وإعلامية . وكانت في استقبالهم رئيسة اللجنة الوطنية لمهرجانات صيدا الدولية السيدة نادين كاعين والسيدات أعضاء اللجنة .
خليفة استهل الحفل بكلمة قال فيها: هل من مكان اليوم للقصيدة ؟ للأغنية؟ للموسيقى .. وسط هذا المشهد المرعب من الدمار والانقاض والركام ، وبعد عشرات الوف الشهداء والجرحى واللاجئين ، من يستطيع أن يعزف ويغني ويستشعر وهو يعيش في الموت ، ذلك بالضبط هو الخلاص. الخلاص من حقارة الواقع وعجز الحقيقة ، وأن تستطيع المضي حباً رغم الموت والحرب والوحشية والإبادة الروحية والجسدية ، ان كل قصيدة وكل نوتة موسيقية تضيء الآن هي شمس كبيرة . شمس تعيد الينا الحب والكرامة والحرية . شمس تعيدنا الى الحياة ، تنقذنا وهي انتصار على الموت . هذا هو ما جعلنا نأتي اليكم ولنقول ان هناك امل بعد هذا الزمن الإجرامي السافل ، ودعماً لأهلنا في غزة ، في الجنوب وفي البقاع وفي كل لبنان .
وقد افتتح برنامج الحفل بعزف الفرقة الموسيقية لـ" نشيد الموتى " ، ثم بتحيتين من الفنان خليفة للشاعر الكبير محمود درويش في ذكرى رحيله ، فغنى مقطعاً من قصيدة "أيها المارون بين الكلمات العابرة " قصيدة " في البال اغنية يا اخت عن بلدي " .
تلا ذلك تحية موسيقية من الفناني خليفة بمساركة نجله رامي الى الفنان الكبير الراحل زياد الرحباني . قدم بعدها خليفة اغنيتي "بغيبتك نزل الشتي قومي اطلعي عالبال " و" ركوة عرب " للشاعر طلال حيدر، وقصيدة " بين ريتا وعيوني بندقية " لمحمود درويش .و"منتصب القامة امشي" اهداها لاهالي غزة , غيرها من الأغنيات الشهيرة التي حفرت في ذاكرة ووجدان أجيال وأجيال .
قبل ان يختم بأغنية "اني اخترتك يا وطني " وأغنية " يا بحرية " التي الهبت حماسة جمهور المهرجانات فتفاعل معها بالوقوف والمشاركة في غنائها وطلب إعادة بعض المقاطع ,واستمر هذا التفاعل بينه وبين الجمهور لاكثر من عشرين دقيقة مع تصفيق حار.











