
كامل عبد الكريم كزبر
ما أجملكِ يا صيدا وما أروع أبناءكِ حين يتكاتفون ويتنافسون في خدمتكِ كلٌّ من موقعه وبما يستطيع هذا ينظف الأحياء وذاك يرشّ المبيدات وآخر يُعبّد الطرق أو يُنير الشوارع أو يدهن الأرصفة وهناك من يحرص على نظافة الكورنيش والشاطئ ومن يتكفّل بإزالة المتسولين ومن يغوص لتنظيف أعماق البحر وآخرون يبادرون إلى معالجة ظاهرة الكلاب الشاردة أو يدعمون الأنشطة الثقافية والاجتماعية في المدينة وغيرهم كثيرون يعملون بصمت وإخلاص دون ضجيج أو انتظار للشكر.
ما أجملكِ يا صيدا وما أبهى جمعياتكِ النشطة التي تقف دومًا إلى جانب البلدية تمدّ يد العون وتعمل باندفاعٍ ووعي مؤمنة بأن خدمة المدينة شرف لا يُضاهى.
إنها صورة حقيقية تعكس روح المدينة وأصالتها وعلى البلدية أن تحتضن هذا الحراك الشعبي والمدني وتشجّعه ليكبر ويتسع أكثر فأكثر…..
لكن رغم هذا التكاتف المبارك تبقى الحاجة ملحّة لوقفة جادّة ومسؤولة من أصحاب القرار فصيدا ما زالت تحتاج إلى قرار موحد يُعيد لها حقوقها ويضع حدًا لأزمة معمل النفايات وينهي التعديات والمحسوبيات التي شوّهت وجهها الجميل.
صيدا بحاجة إلى قيادة صادقة تساند البلدية تراقب وتصحّح لا أن تعرقل وتستثمر في الفشل…
متى يعود القرار الصيداوي إلى أهله؟
ومتى تتوحّد الإرادات حول مصلحة المدينة لا حول المصالح الحزبية والشخصية؟
يا صيدا من أحبّكِ خدمكِ ومن نشأ على ترابكِ لا يعرف سوى الوفاء.
فهنيئًا لكِ بهذا الحب وبهذا التنافس الشريف في خدمتكِ.
"وفي ذلك فليتنافس المتنافسون"