محمد صالح
هدر شلال جزين في جنوب لبنان .. تفجرت مياهه , فعلها كانون , وها هو هدير الشلال يسمع من مسافات بعيدة , يسكب لحنا عذبا, يصبّ من على صخر شالوف شاهق , يحدث نقشا , رنينا , نغما , تطرب له الاذان , ناثرا رذاذا محببا وهو ينهمر من بين صخور جبال عروس الشلال , ينساب كخيوط حرير نسجها حياكون مهرة , كضفائر شعر امرأة جميلة انهمكت في تجديلها عبث في ثناياها هواء عليل . حاملا معه مياه ينابيع وسواقي تفجرت من باطن ارض صخرية شالوفية عنيدة صلبة ..تجمعت عند شلال يرابط منذ الازل , حارسا لهذه المدينة , راسما لوحة ولا ابهى . في هديره وانسيابه شكل مصدر الهام لشعراء وادباء تغنوا به وكتبوا ما كتبوا..