لمناسبة مرور سنة على الانفجار الذي وقع في مرفأ بيروت في 4 آب كتب نائب جزين المحامي ابراهيم عازار قائلا" :
بيروت ولبنان؛ عاشقان قديمان! قد يفنى الزمان، ويبقى الحبّ والوفاء والعاشقان.
ولعلّ عظمة اللبناني، على مرّ الأيام وتواتر العصور، أنه طاف العالمَ، ومدّ يديه إلى كلّ أفق، وقدماهُ راغبتان في لبنان ولبيروت بابُها ونافذتُها، بابُها العريض مرفأها العظيم، ونافذتُها الواسعة مطارُها الدولي.
واللبناني دائماً على سفر!
فما بالُ الزمن يجور، والبابُ يتخلّعُ، والدماءُ تتناثر والأجساد تتشلّع، والمآسي والنكبات تطالُ البشر والحجر والمبان والفن وكلّ اشراقٍ وكل إبداعٍ؟
ويأبى الزلزال، إلاَ أن يخطّ بأنامله المدمّرة، ذكره في منطقتنا الهادئة، فيسقط "جو" الشاب الأنيق، وتهوى الممرّضة الزهرة ميراي، ويجرح الكثير من أهلي وأصدقائي!
نحن أبناء الكارثة، نحن الذين شهدنا هزيمة الحضارة.
أين متاحفُ السحر والعطرِ والفكر، بين النسيم والنغم والألم، تحت الظلال والأضواء والبراعم والأنداء، كلّها إنمحت وبقيَ الوهجُ الحائر، والآهة المحرقة!
وعلى خطوة من الذكرى الأليمة المريعة،
أرى كلَّ رجلٍ وإمراة، وشابٍ وشابّة، وكلّ طفلٍ وطفلة، يخطو بين الرّماد والرَكام، هائم النظرات، خافت الكلمات،
أهاب وميضاً في عينيه، وأرهَبُ كلمةً على شفتيه!
لهؤلاء الأبطال أقول:
دائماً تسلّحوا بالحق، واحملوا مصباحه وسيروا على هديهِ لتتجنّبوا المهاوي والأفاعي والأشواك!
وبإنتظار تبيان الحقيقة وإحلال العدالة وإطفاء حرقة قلوب أهالي الضحايا والجرحى والمتضرّرين...
وعلى أمل احترام وتطبيق النصوص والأصول الدستورية والقانونيّة بهدف إحقاق الحق؛ بمعزل عن تصفية الحسابات السياسية الداخليّة والخارجيّة والمتاجرة بأرواح وأجساد وأموال الناس...
للمسؤولين عن متابعة التحقيقات وإحقاق العدالة؛ لأيّ مؤسسة دستوريّة أو قضائيّة أو أمنيّة إنتموا؛ أقول:
إحترموا النصوص وعقول الناس وإسعوا لإحقاق الحق وتبيان الحقيقة، لأن الحقيقة وحدها تحرّرنا جميعاً!.